من طريقة التلقين داخل الغرفة الصفية، حيث كان المعلم مصدر المعرفة الوحيد. إلى طرق متعددة في التدريس، تطورت مع تطور المجتمع والتكنولوجيا، يختار منها المعلم أفضلها؛ ليصبح دوره مرشداً ودليلاً للمتعلم في البحث عن المعلومة والاستكشاف، بصفته شريكاً في العملية التعليمية الحديثة.
فما هي طرائق التدريس وأساليبها؟ وكيف تطورت؟ هذا ما ستتعرف إليه في مقال اليوم، حيث نسلط الضوء على مفهوم طريقة التدريس قديما وحديثا، كما نقدم نبذة عن استراتيجيات التدريس الحديثة، أهميتها، أشهر أنواعها، خطوات تطبيق استراتيجيات التعليم الحديثة. إيجابياتها، وسلبياتها، معوقاتها. أساليب التقويم في ضوء استراتيجيات التعليم الحديثة، لنختم باستراتيجيات التدريس الفعال في القرن الواحد والعشرين. فهيا لنبدأ.
مفهوم طريقة التدريس قديماً وحديثاً
لقد تطور مفهوم طريقة التدريس بشكل كبير عبر الزمن، من الأساليب التقليدية إلى الأساليب الحديثة، وتعكس هذه التغييرات التطورات في نظريات التعليم والتعلم، والتي تهدف إلى إعداد جيل متعلم بشكل يتناسب ومتطلبات العصر الحديث.
فطريقة التدريس قديمًا، أو ما يطلق عليها الطريقة التقليدية، تشمل ما يقوم به المعلم من دور إيجابي في تلقين المعلومات، دون مراعاة الفروق الفردية والاحتياجات الخاصة للمتعلمين، ويقتصر دورالمتعلم على الحفظ والتكرار، ويعتمد التقييم بشكل أساسي على الاختبارات الكتابية التي تقيس قدرته على تذكر المعلومات. ونتيجة لذلك؛ فإن هذه الطريقة تمنع المتعلمين من تعلم مهارات التّفكير النّاقد، وحلّ المشكلات، واتخاذ القرارات.
أما اليوم؛ فقد تغيرت المفاهيم، وتبدلت الظروف، وغزا التطور العلمي كل مجالات الحياة.لذا فالطرق الحديثة في التدريس تعتمد على الاهتمام بالمتعلّم ذاته، وصبّ الاهتمام على فهم الاختلاف بين المتعلمين، ومراعاة المشاكل أو صعوبات التّعلّم لديهم، كما تعتمد على إدراج وسائل، وأدوات تزيد من التّفاعل داخل الغرفة الصّفية، وتزيد التّفاعل بين المتعلم والمعلّم من جهة، وبين المتعلمين أنفسهم من جهةٍ أخرى، كما تشجّعهم على البحث، والحصول على المعلومات بطريقةٍ سهلةٍ و سريعةٍ، عن طريق شبكة المعلومات (الإنترنت)، بدل الاعتماد الكامل على الكتب المدرسيّة.